الثلاثاء، 14 مارس 2017

الذكرى 24 لاستشهاد الرفيق و المناضل التقدمي ايت الجيد محمد بنعيسى

الأرضية من انجاز المفكريين الصديقين العزيزين..ذ.سعيد ناشيد وذ. رشيد العلوي
الملصق.. الفنان ذ مصطفى العمراني

"الخيمة المواطنة : الحياة أوّلاً.. الحياة دائماً"
أيام 17 و18 مارس  2017
ورقة مؤطرة:
يُسعٍد "مؤسسة الشهيد محمد أيت الجيد بنعيسى للحياة ومناهضة العنف"، أن تخلد معكم الذكرى الرابعة و العشرين لاستشهاد الرفيق و المناضل التقدمي ايت الجيد محمد بنعيسى بطابع مميز ومختلف عن المألوف في قوافِل الشهداء، ففضلاً عن "الخيمة الطِبيَّة"، نرومُ من "الخيمة المواطِنة" التشديد على أهميَّة حياتِنا الفرديَّة والجماعيَّة معاً، انطلاقا من مبادئِنا الإنسانيَّة– الكونيَّة والتي يجسدها اسم مؤسسة الشهيد للحياة ومناهضة العنف.

 ولأن الحياة أثمن وأقدس ما لدينا في وجودنا الملموس والواعي، فإننا نتوخى التأكيد على أن حياة الناس عموماً في أي مكان قد تتغير بتغيير بعض تصوراتهم للحياة. لعلها فرضيَّة بالغة الأهمية من وجهة نظر التنمية التي نبتغيها لوطننا ولأهله من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وللإنسانيَّة جمعاء. لذا نعتقد أن المهمة الأكثر بساطة والأشد تعقيداً في نفس الوقت هي الاقتناع بأن للجميع دوماً فرصة لتغيير طريقة التفكير بغرض تحسين أسلوب الحياة.
 كل واحد منا يحمل تمثلات وتصورات معينة عن حياته وعن أشكال تجسيدها وعيشها بهذا القدر أو ذاك، ولا نزعم أننا نملك وصفة سحرية لحياة ولعيش أفضل، ولا حتى الحكم على هذا النمط أو ذاك من العيش وكأنه الأمثل، ما دمنا مقتنعين أن للفرد كامل الحق في اختيار أسلوب عيشه وحياته، غير أننا مقتنعون أن تغيير نمط التفكير وطريقته وأسلوبه سينعكس تماماً على تحسين أسلوب حياتنا وعيشنا. لهذا فإن نسبة كبيرة من مشاكلنا في معظمها تلتصق بشكل وثيق بتصوراتنا للحياة ولنمط عيشنا، بحيث صار من البديهي ومن المقبول أن ما هو مألوف وسائد في التمثل الفردي أو حتى الجمعي يحكم طريقتنا في اليومي، وقلما نفكر في استبداله بشيء آخر، وأحيانا يأسرنا سلطان العادة للتخلي عن غير المألوف والذي قد يكون مناسباً لعيش حياة أفضل أو مغايرة : فإن الكثير من مشاكلنا الزوجيَّة مرتبطة بتصوراتنا للحياة الزوجية؛ وإن الكثير من مشاكلنا البيئية مرتبط بتصوراتنا للبيئة؛ وهكذا دواليك.
 بالجملة فإن تصورنا للحياة يحدد نمط حياتنا حتى في أدق تفاصيلها، ولهذا فإننا سنتقاسم معكم تمثلنا للحياة باعتبارنا واحداً منكم لا غير، ونأمل أن يثمر هذا التبادل بيننا وبينكم صياغة بعض الخلاصات والأفكار التي ستجعلنا جميعاً نعيش حياة أفضل وشبه خالية مما قد نعتقد أنه مشكل يتوجب البحث عن حلول له. فالمشكلات التي نتصورها كذلك ليست بالحجم الذي نفترضه، لأنه تكفينا الإرادة والعزيمة لنتجاوز بعض العوائق التي نرسمها في أذهاننا وكأنها قدر، لأن ما نفعله جميعاً يمكننا أن نفعله بشكل جيد حينما نفكر فيه بشكل جيد، وكما تساءل والتر بنيامين: "هل توجد حياة جيدة ضمن الحياة البئيسة؟"، لن ننتظر أحداً ليجيبنا عن هذا السؤال، فلنقل بصوت مرتفع: نعم توجد حياة جيدة ضمن ما قد نتصور أنه حياة بئيسة.
 ليس التفكير الجيد تفكيراً يخص فئة دون أخرى بل متاح للجميع طالما أن العقل أعدل قسمة بين الناس كما يقول ديكارت. إنه لا يطلب منا سوى الهدوء. فلنفكر جميعا وبهدوء في حياتنا وفي الكيفية التي نعيشها وفي الأساليب الممكنة لعيشها.
 يقودنا التفكير الجيد إلى نبذ العنف ومناهضته كما حددناه في شعار مؤسستنا، ولذلك فإن العنف في نظرنا لا يقتصر ولا يمس فقط ضحاياه، كما هو الأمر بالنسبة لشهيدنا محمد أيت الجيد بنعيسى أو لبقية الشهداء،حسين مروة ، مهدي عامل، فرج فودة، شكري بلعيد، المعطوب لوناس... وإنما يمس أيضا الأحياء فأبناء الشهداء ومعظم أفراد عائلاتهم يتحملون تبعات العنف الذي ذهبوا ضحيته، ولهذا فإن الربط بين الحياة ونبذ العنف ليس اعتباطياً وإنما نابع من اقتناعنا بحق الجميع في حياة جيَّدة، حياة خالية من كل أشكال العنف.
يتعلق الأمر بيومين تعبويين :
أولا، يوم 177 مارس، تحت خيمة كبرى، ستنعقد في قرية تزكي إدا اوبلول، بلدة الشهيد أيت الجيد، ورشات عمل لأجل اختبار إمكانية تطوير استعمال العقل في كل من الفضاء العام والخاص، وتتمحور حول جملة من المشكلات التي نعتقد أنها سبب تعاستنا وبؤسنا، وسنفكر فيها جميعا للتداول والتشارك لكي نخلص إلى بعض الأفكار الجيدة لضمان حياة أكثر جودة.
ثانيا، يوم 188 مارس، يتم الانتقال إلى مدينة طاطا لغاية تتويج ورشات الخيمة المواطنة بمائدة مستديرة يشارك فيها مجموعة من الفعاليات الثقافية والحقوقية من المغرب والجزائر ولبنان، في موضوع "ضحايا العنف الديني وواجبات الذاكرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق