الأحد، 12 فبراير 2017

الفلسفة بالفعل في أثر موليم العرسي

نشر نص المقال كاملا في مجلة أفكار العدد 13 فبراير 2017

بمناسبة تكريم استاذنا موليم العروسي يوم 21 و 22 دجنبر 2016 بكلية الاداب بنمسيك - ج الحسن 2 البيضاء: 

 فعل موليم العروسي هو فعل ممتد سيتواصل بفضل قدرة الذات وإصرارها على شق طريق خاص بها طريق ممنهج وضعته لنفسها كذات فاعلة ومنفعلة ومتأثرة بما يجري في حق الوطن والشعب معاً، إنه فعل تعويضي (وأشدد على هذا اللَّفظ): فماذا يمكنك أيها الحضور أنت وأنا أن تقوم به حينما تكون قد عوضت ذاتك الأخرى، أناك الأخرى، أنا أخيك المفقود بسبب المرض؟ ماذا يمكنك أن تفعل أيها الحضور لو قُتِلت أنت وأنا وعِشت حياتَك بعد موتك؟ بطبيعة الحال الفعل التعويضي لا ينتهي ولن ينتهي ما دمت يا موليم: أنك لست أنتَ إلا كما أريد لك أن تكون، فأن تكون أخوك الآخر هي أسمى السمات. التعويض ناتج عن التماهي الكامل بين الذات الحاضرة والفاعلة الآن وهنا وبين الذات الغائِبة التي حملت همها وصفاتِها وكل ما نُسِب إليها. وحتى الآمال المعقودة عليها. 



وفي هذا التعويض بين الغائب والحاضر، يسعى الحاضر إلى تأكيد ذاته، وإعطاء معنى للوجود وللحياة قد لا يستطيع أحد توفرت له كل الوسائل في هذا الوجود كموجود أن يقوم به. في هذا الغياب - الحضور، تجسيدٌ للذات بما هي ذات وتوكيد لها، ذات قائمة وحاضرة لا ذات غائِبة يتم تعويضها، لذا فأسمى ما تجسَّدَ لنا هو هذه الذات الحاضرة والفاعلة في زمانها ومكانها ونعم الاثبات ونعم موليم: "عدت إلى الحياة - يقول موليم - كأنني بطريقة لا واعيَّة جِئتُ من الموت بدل الحياة"، دامت لك الحياة ودمت لنا أيها العزيز: إننا نحبك كما تحب الحياة والعطاء اللامتناهي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق