وديع أزمانو / المغرب
..
إلى “علي الربيعي”
/
أنا لا أكتبُ
وإنما ؛ أبلِّلُ الورقَ
بحزنٍ شفيف
/
الكتابةُ ؛ لعبةٌ ضاجَّةٌ بالمحو
/
الكتابةُ ؛ مضاعفةٌ بليدةٌ للألم
إلى “علي الربيعي”
/
أنا لا أكتبُ
وإنما ؛ أبلِّلُ الورقَ
بحزنٍ شفيف
/
الكتابةُ ؛ لعبةٌ ضاجَّةٌ بالمحو
/
الكتابةُ ؛ مضاعفةٌ بليدةٌ للألم
/
الكتابة ؛ نزيفُ المطلقِ ، وفجوةٌ أنيقةٌ للعدم
/
الكتابةُ ؛ أثرٌ مخاتلٌ ، وتموضعٌ يلبسُ بُرقشَ الغياب
/
الكتابةُ ؛ لا تكون بيدٍ واحدة
أنا مثلا ؛ أكتب بيدين
كمن يحاولُ شنقَ العالمِ
من خصيتيه !
/
الكتابةُ ؛ تشتتٌّ المعنى
وضياعُ الحقيقةٍ في الألواح
/
الكتابةُ ؛ تفسُّخُ الواقع
وتجربةُ المستحيل
/
الكتابةُ ؛ سيمولاكر الغيب
وانفتاحٌ جُرحٍ في وردِ الكلام
/
الكتابةُ ؛ كذبٌ صادق
/
الكتابةُ إذا لم تمحُ الكتابةَ ، لم تحرقِ الأصابعَ ، لم تبعث بكَ إلى جحيمٍ فاتنٍ
لا يعوَّلُ عليها
/
الكتابةُ ؛ اخصاءُ الفحولةِ
وأنثى ؛ تتصبَّبُ من ابطيها / خُيول الشَّهوةِ
/
الكتابةُ ؛ تفجيرُ الأنساق ، دلالةٌ تنتحرُ على الأعتابِ
وانتخابُ المقصلة
/
الكتابةُ ؛ افتضاضُ البكارةِ
دمُ يسيلُ من فخذي المجهول
/
الكتابةُ ؛ صورةُ الآلهةِ
في ماءٍ يتشظى
/
الكتابةُ ؛ ظلُّ الحرائقِ على صفحةِ الهشيم
/
الكتابةُ ؛ ما يتبقّى من هباءِ الأبد
الكتابةُ ؛ عُواءُ الجسد
/
الكتابةُ ؛ تشتُّتُ الحاضرِ
بلبلةُ اللُّغةِ
وانزواءُ الوجودِ
لشذرةٍ
/
الكتابةُ ؛ ترجمةٌ بليغةٌ للحواس
/
الكتابةُ ؛ مضاجعةُ الحروفِ ،لأعضائنا التناسلية
/
الكتابةُ ؛ جريمةٌ مكتملةُ الجنون
/
الكتابةُ ؛ تكسيرُ أضلاع اللُّغة
تمرينٌ فخمٌ على الهذيان
/
الكتابةُ ؛ تدشينٌ للطوفان
وحربٌ على استراتيجية السّماء
/
الكتابةُ ؛ ثغرةٌ في جدارِ الغيب
/
الكتابةُ ؛ إفكٌ عظيم
وتناسخُ الباطل
/
الكتابةُ ؛ تأصيلٌ للخراب
/
الكتابةُ ؛ ردمٌ للأثر
احياءٌ لجمرةِ التيه
/
الكتابةُ ؛ نطفةُ القلبِ
وهو يتقلَّبُ في الهزائم
/
الكتابةُ ؛ نثرٌ سماويٌّ
ومكيدةُ الذي بلسانهِ ؛ شعرٌ أخرويٌّ مُبين
/
الكتابةُ ؛ قيامةُ الشك ،
معراجُ الذي في روحهِ / فضاءُ الضلالة
/
الكتابةُ ؛ صيرورة التناقضِ
نحوَ
الهلاك
/
الكتابةُ ؛ ضيافةٌ في البساطةِ
وزحزحةُ المجرّات
/
كيفَ للكتابةِ أن تتأنَّثَ و عربيَّتي تُطلُّ كالقضيبِ من شُرفةِ الأبجديةِ ، حيثُ الألفُ شامخٌ كصومعةٍ تشرخُ الفضاءَ و التاريخَ المترهِّلَ كعجيزةٍ
أنا لا أكتبُ ، هوَ ليلي يتعتّقُ في الحِجابِ ، و ضوءٌ من عَرقِ الشمسِ يلوذُ بالغامضِ الكوني ، وانهدامٌ لا يتعلَّقُ بممكنٍ ، حيثُ الكتابةُ انصاتٌ للدَّفقِ العظيمِ وسؤالُ الأعمى عن شكلِ الظلام .
أنا لا أكتبُ ؛ قد رُفعتِ الصُّحفُ وجفَّتِ الأقلامُ ، وإنما أبعثُ صرختي في الموجِ وألوذُ بنهرٍ يجري في دمي / أنا لا أكتبُ ؛ ولكنهُ الغيمُ المهاجرُ من العينِ يقطرُ في كُمِّ قميصي وحصاةٌ نسيتها على ضفَّةِ شلاَّلٍ تهدرُ من لساني / أنا لا أكتبُ ، ولكني أحبُّ الحزنَ يقطرُ من رموشٍ مكحَّلةٍ بالذي لا يُفهمُ و أزرعُ في المصبَّاتِ الخفيَّةِ للروحِ لونَ الكلام ، وأتركُ نشوةً دافئةً تمتطي فرسَ الوحي وأسرجُ للعالمين حكمةَ العراء / أنا لا أكتبُ ؛ ولكني أشتهي العسلَ يقطرُ من حَلمةٍ و شراسةَ النَّهدِ يهجمُ على البلاغةِ و يزرعُ في فجرِ الجسدِ حُمّى البراكينِ و قلقَ المطرِ من المظلاّت/ أنا لا أكتبُ ؛ لم يسجِّل لي التاريخُ حرفا مزوَّرا ولم أخنق يوما عبارةً بيدي / أنا لا أكتبُ ؛ إن هي إلا الروحُ تشتعلُ في وهجِ الخمرةِ و بعكَّازةِ الذي في ضآلتهِ المعنى تتحسَّسُ بلاهةَ الطريق .
أنا لا أكتبُ ؛ ولكني أرسلُ ناري إلى هناكَ / حيثُ أسلافي المجانين
يرتِّلون صلواتهم في الغيبِ
و ينقشونَ النَّدمَ
على عظامهم الرَّميمِ وقدِ استوت
هيكلا للرُّعب !
………..
….
18/11/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق