السبت، 13 يناير 2018

أيعقل أنني أحببت؟


الكاتبة خديجة صلك
أحيانا كثيرة نكون أدرى بالنهايات، يقودنا حدسنا و ترينا بصيرتنا النهايات، حتى قبل البدايات قبل خوض البدايات الآسرة، لكن أية رغبة هذه و أي نفس تتمرد على أقدار واضحة، و تخوض غمار حرب شهدت لها العقول بالفشل. 

تلك الفتاة نفسها التي صارت بذاكرتي صورة لغريبة عني صارت غريبة و بعيدة كل البعد عني، أيعقل أنها نفسها أنا ، أنا في البداية، أكنت بكل ذاك الغرور، أكنت بكل ذاك التكبر و التمرد، أكنت بكل ذاك الغباء، ركضت وراء سراب حينما حاولت لمسه اختفى، عشت عن قناعة وهما بين ليلة وضحاها اختفى، سرت بثبات بل ركضت نحو حب فاشل ما توقعت فيه الوقوع، كنت متأكدة أنني متى شئت أستطيع العدول، لكن يوما لم أدري أن للعدول ضرائب تدفعها العيون و القلوب، أكانت تلك عقوبتي على كل قلب رجل اصطدته لأرميه في بحار النسيان و أشبع به رغبات الكره و الإنتقام، أكان قلبه يعنيني، إن كنت منذ البداية اخترت له في بحاري مرسى و ركنا يشفيني، فلم لم أرم به كما سائر القلوب، و لم لم أنس عيونه و أشمت فيها كما سائر العيون، كيف سمحت لقبله بتكبيلي ولعناقه بأسري و لمساته بتدمير آخر آمال تحريري، كيف وقعت بالحب وأنا التي ما كان الحب يوما يعنيني، و لا كان من المتوقع أن يلهبني ثم يشفيني وبعدها و للأبد يشقيني، أكنت أعلم أن حبك المرضي لي سيرديني، و كلماتك الحربية ستكويني، و كل ما فيك على بساط من نار سيلقيني، أكنت أدري أنني يوما سأحب وأنا التي عاشت تشتهي فقط الكره، أأنا من سلبني رجل طفولتي و نقاء روحي سأعشق من صنفه أحد، أيعقل أنني أحببت كيف فعلت و أي ذنب ذا الذي ارتكبت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق