الأحد، 20 يناير 2019

الأزمة في التعليم – حنة آرنت -ترجمة: إسراء المالكي

 

I

الأزمة السائدة التي احتلت العالم الحديث في كل مكان وتقريبا في كل مجال من مجالات الحياة تظهر بشكل مختلف في كل دولة، وتشمل مختلف المجالات وتتخذ اشكالًا مختلفة. في الولايات المتحدة الأمريكية، أحد الجوانب الأكثر تميزًا وإيحاءً هي الأزمة المتكررة في التعليم. خلال العقد الماضي، على أقل تقدير، أصبح التعليم مشكلة سياسية من الدرجة الأولى وتم ذكره تقريبًا بشكل يومي في الصحف.  بالتأكيد لا يستلزم الكشف عن مخاطر الانخفاض المستمر للمعاير الأولية في النظام المدرسي بأكمله خيالًا عظيمًا، فخطورة المشكلة قُوضت كما ينبغي من خلال الجهود الغير مجدية والتي لا تعد ولا تحصى من قبل الهيئات التعليمية لوضع حد ما. ومع ذلك، إذا قارنا أزمة التعليم بالأحداث السياسية بالدول الأخرى في القرن العشرين، ومع الاضراب الثوري بعد الحرب العالمية الأولى، من المعتقلات والإبادات، أو حتى مع الشعور بالضيق الشديد بالرغم من مظاهر الازدهار التي انتشرت في جميع أنحاء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فإنه من الصعب أن تأخذ الأزمة التعليمة محمل الجد كما تستحق. وكم هو مغري بالفعل اعتبار الأزمة التعليمية ظاهرة اجتماعية لا تمت لقضايا القرن بصلة، وإيلامها على خصائص الحياة الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي على الأغلب لايوجد لها نظير في أجزاء أخرى من العالم.

      ومع ذلك، لو كان هذا صحيحًا، فإن الأزمة في انظمة مدارسنا لن تصبح قضية سياسية ولم تكن الهيئات التعليمية قادرة على التعامل معها في الوقت المناسب. بالتأكيد، هنالك ما هو أكثر من السؤال المحير: لماذا لا يستطيع جوني القراءة (اسم كتاب). وعلاوة على ذلك، هنالك دائمًا مايغرى للأعتقاد بأننا نتعامل مع مشاكل محدودة ومقتصرة ضمن الحدود الوطنية والتاريخية، وان الأولوية هي فقط للمتأثرين بها بشكل مباشر. وبالضبط هذا هو الأعتقاد الجاري في الوقت الحاضر والذي حقق فشله. كما يمكن للمرء اتخاذه كقاعدة عامة في هذا القرن، إن كل ما هو ممكن في دولة ما قد يكون في المستقبل القريب ممكن كذلك في اي دولة اخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق