الجمعة، 4 يناير 2019

” أشكال الظلم الاجتماعي وطرق علاجه”

تأليف: نانسي فريزر
ترجمة وتقديم: كمال بومنير
نانسي فريزر Nancy Fraser فيلسوفة أمريكية معاصرة (ولدت عام 1947). تعتبر من أهم ممثلي الجيل الثالث للنظرية النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية. تأثرت أثناء مسارها الفكري والسياسي بالعديد من الفلاسفة (أدورنو، فوكو، هابرماس على وجه الخصوص). انصب اهتمامها الفلسفي على القضايا السياسية والاجتماعية، وخاصة القضايا المتعلقة بالفضاء العمومي، العدالة الاجتماعية، الحركات النسائية ضمن سياقات العولمة، الاعتراف، وإعادة التوزيع الثروات والخيرات، وغيرها من القضايا المطروحة في عالمنا المعاصر ،وهذا ما يظهر في أعمالها وكتاباتها المتنوعة. من أهم أعمالها يمكن أن نذكر: “إعادة تقويم الحركة النسائية الفرنسية” (1992)، “الخيال الراديكالي: بين إعادة التوزيع والاعتراف” (2003)، “إعادة توزيع أو اعتراف: مناظرة فلسفية-سياسية” (2003)، “ما العدالة الاجتماعية: الاعتراف وإعادة التوزيع” (2005)، “السيطرة والتحرّر: نحو تجديد النقد الاجتماعي (حوار مع لوك بولتنسكي)” 2014. 

النص:
اعتقد أنه يجب أن نميّز بين مفهومين للظلم Injustice ؛ المفهوم الأول متعلقٌ بالظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي ينتج عن البنية الاقتصادية السائدة في المجتمع. والحالُ أنّ هذا الظلم يمكن أن يتخذ أشكال الاستغلال (حينما يتم الاستيلاء على ثمرات عمل المرء) أوالتهميش الاقتصادي (حينما يتم تقييد المرء بأعمال شاقة أو حينما لا يتقاضى أجرة كافية أو لا يحصل على وظيفة ما). معلومٌ أنّ منظري فكرة المساواة كانوا قد حاولوا، منذ عهد طويل، مفهمة طبيعة هذه المظالم الاقتصادية؛ ضمن هذا السياق، يمكن أن نشير على الخصوص إلى نظرية الاستغلال الاقتصادي لكارل ماركس Karl Marx ونظرية العدالة كإنصاف في اختيار المبادئ التي تحكم عملية توزيع “الخيرات الأوليّة” لجون راولس John Rawls [..]. أما المفهوم الثاني للظلم فهو ذو طابع ثقافي أو رمزي. هذا، ولابد من الإشارة هنا إلى أنّ هذا الظلم ناتجٌ عن النماذج الاجتماعية للتمثّل والتأويل والتواصل، بحيث يأخذ أشكال السيطرة الثقافية (حينما يكون المرءُ موضوعا لنماذج التأويل والتواصل الخاصة بثقافة أخرى غريبة أو معادية لثقافته) وعدم الاعتراف( حينما يصبح المرءُ غير مرئي Invisible على المستوى الاجتماعي بسبب الممارسات التسلطية للتمثّل والتواصل أو التأويل النابعة من ثقافته) أو الاحتقار ( حينما يصبح المرءُ عرضة للاحتقار بسبب التمثلات الثقافية المقولبة Stéréotypique أو أثناء تفاعلاته اليومية[..] 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق